sara عضو جديد
عدد الرسائل : 86 العمر : 36 الاقامة : danmark شكرا : 0 نقاط : 24177 تاريخ التسجيل : 29/05/2008
| موضوع: قصة رومانسية الأربعاء يوليو 29, 2009 2:58 pm | |
| عطر الحناء تلالات الانوار في ارجاء المنزل الكبير وارتدت حديقة الدار الواسعة حلة جميلة من السعادة والمهنئون من الاهل والاقارب يتناثرون هنا وهناك بين الزهور والنور همسات وانغام تعلو وتنخفض كنسيمات اذار والجميع بانتظار وهي بالتحديد ترقب لهفة . امل .. فهذا المساء بالنسبة لها مختلف عن سائر الامسيات.. ثمة ابتسامة تداعب شفتيها .. ثمة دفء يتغلغل الى اعماقها .. وخفقة شقية تقفز من قلبها بين الحين والحين وتسقط بين الضلوع ثم تتدحرج حتى اخمص القدم وهمس بداخلها يقول .. " اخيرا يا حبيبي حان موعد اللقاء كانت اشواقي اليك تبحر عبر المسافات كل يوم في بحر الفراق كنت تائهة في زورق الخوف لا اطال مرفئ للامل واليوم اقتربت الضفاف وبين عينيك سخط اشواقي الرحال , فكيف سيكون اللقاء كم لعبنا ولهونا في نفس هذا المكان كم ركضت خلفك عبثا احاول الحاق وكم اخشى ان يكون لهاثي اليوم خلف سراب .. ومن خلف الاشجار وبين الانوار .. راحت صور الذكريات تتراقص امام عينيها فهاهما .. يبتسمان للطيور .. يستنشقان عبير الزهور .. يرقصان بين الشجر .. يدرسان معا .. يتسامران تحت ضوء القمر.. يختبئان من المطر .. يهربان من بين الاتراب.. يسرقان خلوة.. يشد ظفائرها بقوة .. تبكي بصمت.. كي لايزعل يعود يراضيها فتخجل.. ترقص في عرس الجيران فيصفعها.. تدمع العين .. ويرقص القلب.. صور تلو الصور ويكبر من في الصور الساعد يشتد.. والقامة تمتد.. والشارب ينمو.. فوق شفاه سمراوان جدائل بالحب تطول وانوثة تحدى فستان الطفولة.. ووجنتان بحمرة الخمر مشربتان .. ويكفان عن اللعب .. وقت الجد حان .. امام المستقبل تتراجع الذكريات وتتصاعد الامنيات .. فتغفو احلام الطفولة وتبدا رحلة الايام ومافي القلب في سلام وامان .. فجاة.. خفتت الموسيقى .. فتحت عينيها .. تجسدت الصورة حقيقية امامها .. فها هو بقامته الفارعة سمرته المحببة وشاربه الجميل ببدلته الانيقة ووقاره الرصين .. انه لم يتغير كثيرا بل ازداد وقارا واناقة.. تعلقت جميع الانظار بالوسيم العائد من بلاد الغربة بعد غياب طويل اعوام من اللهاث خلف العلم والحقيقة .. ارتفعت الاصوات ترد التحية للعائد الحبيب مهنئين سلامة الوصول والعودة تسمرت في مكانها لاتقوى على النهوض وعيناها لاتفارقان وجه وهي ترقبه من بعيد وتهمس .. " رباه كيف اختصر اشواق السنين وعذاب الفراق ببعض الكلمات ماذا ساقول له اتذكرني ام اشتقت اليك.. كيف حالك .. رباه جميع كلمات من صقيع وجمر الحب يحرقني ويشعل في روحي الضامئة اليه الف حريق .. اه قد تمزق صدري فدفق اشواقي في نبض قلبي يريد ان يرى النور ويكبر بين يديك".. غرق الجميع في الاحاديث والاسئلة والضحك وهي ترقب المشهد وقد انزوت في مكان بعيد عن الانظار والاضواء واثرت الاختفاء ولو الى حين .. اي كرنفال من الازياء والالوان والعطور شعور صبغت بالاشقر والاحمر ملابس مستوردة قصيرة وطويلة.. ضلال فوق العيون وبريق فوق الخدود وطلاء فوق الشفاه.. جمال منوع واستعراض بهيج اما هي فكانت تتفرد بالبساطة والحشمة .. والرقة لم تكن بحاجة الى ان تتطلع للمراة بين الحين والاخر لتطمئن الى مظهرها كم تفعل سائر الفتيات .. فهي تعلم تماما كيف تبدو بفستانها الوردي الفضفاض الانيق لقد اعدته بنفسها لهذه المناسبة .. وارتدته كثيرا امام المراة في غرفتها وهي تتخيل اللقاء المنتظر وتتمثله بشتى الصور ام شعرها فقد اكتفت بارخائه فوق كتفيها بوداعه وبساطة لاتعرف مقص وادوات الحلاق.. عيناها لاتزالان معلقتان به تحيطه فتيات العائلة من كل جانب يلاحقنه بالاسئلة والنظرات والامهات تزداد ضربات قلوبهن كلما دنا من بناتهن اما الاباء فتراهم يلتفون حوله يتباحثون في مستقبله ومشاريعه وكل منه يقدم عروضه ما بطن منها وما ظهر الوقت يمر وتبهت ابتسامتها ويحل محلها الخوف والقلق.. " رباه انه لم يفتقدني بل لم يشعر بوجودي سنين من الحب حتى الوريد كما كان في القلب لاعلى اللسان هل كان ذلك وهما وحلما وسراب .. في غيابك كان نبض قلبي المفتون بك يطاردني يتفجر في عروقي ويرحل اليك .. " . الجميع يتحدثون ويضحكون لكن صوته الوحيد الذي يخترق شفاه القلب يأتيها بنبرته المحببة وهو يحدث من حوله غير مكترث بالاصباغ والبريق الذي يتخطف الابصار يجامل الكبار ويداعب الصغار ويمازح الفتيات مجاملا حينا ومنتقدا احيانا يضحك الجميع وتسري القشعريرة باردة في اوصالها وهي تهمس بقلبها .. " لم اعد افهمك يبدو انك تغيرت ويبدو ان لاشئ يلفت انتباهك.. كيف لو رايتني ببساطتي اذا لكني احذرك ان المظهر لا يعني كل شيء لا تظن اني لا اليق بك .. ولن اكون جديرة بك حذار ان تسخر مني كما فعلت مع بعض الفتيات اعوام الفراق بيننا لم تكن لهوا وعبثا كنت خلالها امامي حقيقة شاخصة كمقص او اداة نحت تشذب كياني كل يوم كنت ارى نفسي كما لو كنت انت تراني.. اضيف لشخصيتي ماراه يناسبك والغي مالا اراه مناسبا اكثرت من القراءة واقللت من الفضول كنت اتذكر مقولتك واجعلها النبراس الذي يدلني طريقي " الالمام بشئ عن كل شئ. افضل من الالمام بكل شئ عن كل واحد " قرأت الصحف والكتب سمعت نشرات الاخبار لأعلم مايدور في العالم من حولنا قرأت عن الفن التجريدي والسريالي وعرفت بيكاسو ورنيوار حلقت في اجواء موسيقى شوبان وبتهوفن وموزارت .. قرات لشارلز دكنز وغابريل وعشقت شخوص وليم شكسبير قرات لاحمد شوقي والرصافي والسياب وتعلمت الكثير من مصطفى لطفي المنفلوطي وتعلمت الكتابه والشعر وما شغلني كل ذلك عن تعلم الطهو واشغال الابرة درست الجغرافية وعرفت دول العالم وعواصمها وعرفت ان هنالك حدود من الاسلاك بين الاقطار العربية تجرح القلوب وتدمي العقول في حين فتحت الحدود مع الاعداء في كل مكان درست التاريخ وما وجدت فيه من غزوات وحروب اقسى مما يحصل في عصر اليوم علمت ان هولاكو لم يمت وكسرى مازال موجود قرأت القرأن كثيرا وعرفت تفسيره وتعلمت منه الشيء الكثير واهم ما تعلمته ان الله في كل مكان تعلمت كل شي لاجلي ولاجل عينيك ياسيد الاحلام الوردية ويا من ملكت روحي والفؤاد .. استفاقت من احلامها على انغام الموسيقى وهي تتعالى برقصة " الجوبي" لقد تماسك الجميع لادائها بفرحة وسرور .. سالت الدمعة من عينيها حارة كحرارة قلبها .. تسللت بين الاشجار تاركة الجميع خلفها واسندت راسها الى جذع شجرة محببة الى قلبها يحمل اسمها واسم ابن عمها محفورا منذ سنين ذاب قلبها الما وهو يقول .. " انا زرعت الوفاء هنا فاخضرت روحي وتسامى عقلي بالحب كبرت وبالوفاء زهوت فبماذا عدت لي؟". احست بدفء يداعب شعرها وصوت اليف من خلفها يقول .. " مازال شعرك ناعما معطرا بالحناء .. ياحبيبتي .. لقد عدت اليك بقلبي الكبير".. | |
|